محاكمة الاستفتاء

كثيراً مايعتقد البعض ، إن الاستفتاء هو الحل العادل ونتائجه هي فيصل المشكلة.

الإستفتاء يمثل صوت الحاكم ونتائجه هي فرض من الحاكم ، وخاصة الاستفتاءات السياسية،، ويجب اخذ العوامل التاريخيه والحقائق الجغرافيه قبل كل شيء.

ولكم مثالين صارخين ، بين نتائج الاستفتاء وواقع الحال.

هاهي جزر الفوكلاند وبعدها البعيد عن بريطانيا ،، بالقوة أصبحت من أملاك التاج البريطاني، ولايحق للارجنتين المطالبة بها واستفتاء شعبها ينتج عن بريطانيته ، ونتيجة هذا الصراع حدثت الحرب بين بريطانيا والارجنتين عام 982 ، التي انتصرت بها بريطانيا. ثم اصبحت الحجة ،،استفتوا سكان الفوكلاند وكأن نتائج الاستفتاء فوق وقبل كل شيء.

المثال الثاني ، الصارخ هو مدينتي سبتة ومليله المغربيتين الواقعتين شمال المغرب ، وتفصلهما مياه البحر المتوسط عن أسبانيا ويقعان. في قارة افريقيا ، في حين إن اسبانيا تقع في اوربا، ولكن القوه جعلت هاتين المدينتين اسبانيه لتكون رغم الحقائق الجغرافيه والفواصل البحرية.

وهكذا فرض الاستفتاء نفسه على كل الحقائق التاريخية والجغرافية.

وهناك العديد من الأمثلة ابتداءً من لواء الاسكندرونه وإقليم كشمير ومدينةناگورني قرباغ، سبب الحروب الدموية بين اذربيجان وأرمينيا. ومتعددة هي المناطق المتنازع عليها وأمثلة التاريخ كثيرة جداً.

والمثال الذي نعيشه الان، حيث أصبح حاكم مدينة ديربورن عربي ، بحكم الطبيعة العربية لهذه المدينه الأمريكية وفاز بالاقتراع الذي هو نوع من الاستفتاء ،، ماذا لو تم استفتاء سكان مدينة ديربورن الملاصقة لديترويت،، بضم مدينة ديربورن لدولة عربية، بالتاكيد ستكون نتائج الاستفتاء ناجحة بضم هذه المدينة،،

ولكن هل من المعقول أن تصبح مدينة امريكيه جزء من الوطن العربي! وهكذا هو الإستفتاء هو مشكلة وليس حل.يجب النظر بالحقائق التاريخية والجغرافية قبل الإستفتاء .

حيدرالجبوري

ديترويت: ديسمبر/2022